20 يناير 2016

المثقف..رمزاً شعبياً

أحمد الأغبري


   ما لم يمثل المثقف سلطة موازية، مؤثرة، قادرة على المبادرة والمعارضة   والالتحام بقضايا المجتمع وتطلعاته؛ سيبقى هذا المثقف (المبدع) محدود الإرادة والإدارة والرؤية غير قادر على تجاوز سياج النص كوثيقة ببليوغرافية، إلى العمل والتأثير المباشر في الأوساط الشعبية، باعتبار (السلطة الثقافية) هي الأجدر والأقدر على صناعة التغيير استناداً إلى حامل تربوي ثقافي يغذي الحامل الشعبي الوطني...وتجاوز هذا في أي تغيير يكون نتيجته شيوع الموت إرهاب و دمار.
    
    تتذكر اليمن في أزمتها الراهنة عدداً من المثقفين الذي مثلوا رموزاً شعبية في مراحل سابقة، مقابل الفراغ الكبير الذي تسجله الأجيال الجديدة من المثقفين في المرحلة الحالية التي بات فيها المثقف المبدع كأنه راضياً بالبيات أمام شاشات الأخبار، لمتابعة أحداث وطن يعترف أنه وطنه، لكنه يرى نفسه غير معنياً بمستقبله؛ فتخلى عن أدواره بين الجماهير، تاركاً تقرير مصير البلاد لجيل جديد من الساسة سجلوا، منذ2011م، أكبر مسيرة حوار عبر التاريخ خسر فيها اليمن الكثير ويقترب معها يوماً بعد آخر من الانهيار. 

  نؤمن أن ثمة اختلالات تربوية أفرغت الدور الثوري للمثقف من جوهره الجمعي الشعبي، ودفعته إلى (الانكماش) وتكريس جهده كوطن مستقل داخل وطن، متجاهلاً أن تجربته الثقافية والإبداعية-على أهميتها-هي في الأخير تبقى تعبيراً ثانوياً عن مشروع نهضوي يتطلب تعزيز حضوره – بشكل مواز - رمزاً شعبياً يسهم في تعزيز سلطة الثقافة في صناعة المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق