23 فبراير 2020

مدينة الهجرين اليمنيّة حيث تسمع صوت التاريخ


  أحمد الأغبري
في الطريق إلى وادي دوعن من مدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت (شرقي اليمن) لابد أن تمر السيارة على منبسط، وعلى يمين الطريق على بعد عشرات الأمتار، ستجد ثمة مدينة تربض على جبل حصين تتسنمه ربوة صخرية في منظر يسر العين؛ فتسأل عنها فيقال لك: إنها مدينة الهجرين التاريخية؛ فتتذكر ما قرأته وسمعته عنها وعن علاقتها بالشاعر الجاهلي أمرئ القيس؛ فهنا مسقط رأسه، وفي هذه الأرض قامت مملكة كندة التي حكمتها أسرة هذا الشاعر...وعندما تقرر زيارة هذه المدينة ستجدها دون ما قرأت وسمعت، بل هي أجمل!

بيت بَوُسْ...حكايةٌ يمنيّةٌ لحصنٍ تاريخي يندثر


        أحمد الأغبري
في جنوب غرب مدينة صنعاء تنتصب بيوت قرية "بيت بَوُسْ" الأثرية بكبرياء أسطوري على سطح تلٍ صخري منحوت بعناية على مرتفع جبلي...وقد احتشدتْ تلك البيوت وتناغمتْ وانسجمتْ في شكل تبدو معه كتاجٍ يعلو هامة هذا المرتفع والموقع الحصين؛ وهو نمط قد يكون تقليدياً في ظاهره، لكنه في جوهره عبقري التكوين والتشكيل والتصميم... ذلك ما يوحي به المنظر وأنتَ مازلتْ تقفْ أسفل ما تبقى من واديها في طريقك نحو هذه القرية/الحصن؛ والتي تروي حكاية تاريخٍ غابر للحصون والقلاع في حياة اليمنيين القدامى.

10 يوليو 2017

المرأة شاعرة في الأعمال التجريدية لليمني مظهر نزار

 أحمد الأغبري 
 تميَّز مظهر نزار (1958)، على مدى تجربته التشكيلية، بالاشتغال على ثنائية المرأة والتراث، وفق رؤية حداثية تنطلق من الواقع، وتستند إلى مخيلة شعرية يغوص بواسطتها في دواخل العالم الأنثوي، والتعبير من خلالها عن أحاسيسه الناتجة عن مشاهداته؛ فتأتي لوحاته لتوحي لا لتُعرّف عبر ما تتناوله من عالم جمالي لا حدود لتفصيلاته الغامضة، ومؤثراته ورموزه المنظومة بإيقاعية، كأنها قصيدة؛ وهي كذلك لكنها مكتوبة بأبجدية لونية يتفرد بها رؤيوياً وتقنياً.
وهي لوحة بقدر ما امتاز بها على مجايليه من فناني الصف الثاني في التشكيل اليمني، بتعبيريتها التجريدية وخصوصيتها التقنية؛ إلا أنها تمثل تحدياً لمهارته في تجديد اللوحة؛ وهو تحدٍ بقدر ما أثبت الفنان قدرته على استغلاله لتعزيز حضوره، يبقى الخوف منه قائماً، وهو خوف لا ينكره الفنان.

أنور البخيتي يرصد الشعر والحرب في «صنعاء تحت الحرف السابع»

     أحمد الأغبري 
 علاقة الشعر بالحرب وصولا إلى ما عُرف لاحقا بأدب الحرب هي علاقة قديمة، وعلى قِدمها بقيت ملتبسة المفاهيم لدى الكثير، خاصة في تحديد علاقة واضحة لما يمكن اعتباره أدبا متعلقا بالحرب، بدءا من الرواية وأشكال السرد الأخرى، بالإضافة إلى الشعر وما مثله في حياة الشعوب والأمم، كوسيلة مهمة من وسائل تدوين وتوثيق الأحداث والملمات والمعارك وتسعير الحروب أيضا.

هل يخدع الفنانون الجمهور ؟

    أحمد الأغبري 
 يبقى السؤال الإشكالي المتعلق بفضاء (الفن للفن) متجدد الاختلاف في أروقة الفن في مجالاته واتجاهاته؛ إلا أن هذا الاختلاف المتجدد، الذي يكاد يتجاوز ظروف احتدامه التاريخي، قد تموضع عالمياً في الوقت الراهن، على إنسانية الجوهر الفني الجميل، استناداً إلى وعي حقوقي ما زال يتمدد ويتكرس عالمياً في الثقافة الإنسانية؛ وهو ما نقرأه واضحاً في ما بات عليه هذا الاصطفاف الإبداعي، إن جاز التوصيف، مع الإنسان وحقوقه في الحياة والحرية والكرامة والاستقلال والسلام وغيرها؛ وهو ما لم يكن بهذا الوضوح والاصطفاف في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين مثلاً؛ وهذا لا يعنى، أيضاً، موقفاً مؤيداً لمفهوم رسالية الإبداع والفن، بقدر ما هو موقف واضح للإبداع من إنسانية الإنسان في فضاء الحرية التي لا تُلزِم المُبدع بأي توجهات/ اتجاهات أو تخضعه لأي إملاءات أو تقيده بأي قيود.

 أطفال اليمن في «روايات صادمة» عن الحرب بأفكار خضراء

أحمد الأغبري 
    لم تخل لوحة من لوحات ورشة فنية حرة للأطفال شهدتها صنعاء مؤخراً من دلالات عميقة ومباشرة عن معاناة أطفال بلادهم وحاجتهم الماسة للسلام وتجاوز جراح الحرب النازفة. وتبرز قيمة معرض الورشة فيما روته اللوحات من شهادات قاسية ترجمتها فرشات بريئة قال من خلالها (الصغار) شهاداتهم ومن ثم عادوا لبيوتهم مثقلين بأحزانهم وأحلامهم ومزدانين، أيضاً، بأفكارهم الخضراء في وجه العتمة. 

صاحبة أوّل مكتبة في شبه الجزيرة العربية قبل 125 سنة : عائلة عُبادي وحكاية مكتبة عدن ووقفيّة صنعاء

            أحمد الأغبري
ليسَ مُستغرَباً تدشين نشاط أول مؤسسة ثقافية وقفية في صنعاء مؤخراً، فيما البلد يشهد نزاعاً تُزهق فيه الأرواح ويتمدد معه الدمار منذ أكثر من عامين.
تبقى الحياة الثقافية مصدراً للأمل الذي يفترض أن يبقى رصيده أخضر في مواجهة أعطاب الحرب ونزيفها؛ فالأمل وحده كاف لتجاوز المحطات الصعاب في أي تجربة، فما بالك بتجربة شعب تنكّرت كل مكوناته المؤثرة لتاريخه وحضارته، وذهبت تتنازع السلطة والثروة على جماجم ابنائه. 
   لقراءة المزيد..................

الكُتاب والقُراء في اليمن: محطات تداول وقوائم انتظار

                                                أحمد الأغبري
ظل (فاروق) وهو شابٌ مُحِبٌّ لقراءة الروايات الجديدة، ينتظرُ بشغف دوره في قائمة انتظار قُراء رواية «نُزهة عائلية» للكاتب بسام شمس الدين، الذي أتاح منها نسخة للتداول القرائي – إن جاز الوصف – بين زملائه وأصدقائه ومُحبيه في صنعاء؛ كونه لم يستطع أن يحمل معه من بيروت سوى بضع نسخٍ أوقف إحداها للتداول بين قرائه؛ استجابةً لواقعٍ جديد توقفتْ فيه طباعة الكتاب اليمني في الداخل واقتصرت طباعته على الخارج بسبب الحرب، التي ضيّقت إمكانات الطباعة في البلد والشحن من الخارج.

عبدالعزيز المقالح: كلما ازدادت الشعوب تقدماً زاد اهتمامها بالشعر

أحمد الأغبري
في حديثه عن تجربته مع قراءة وتدريس الشعر والاحتفال بيومه العالمي يستحضر الشاعر اليمني عبدالعزيز المقالح، عدداً من الذكريات والرؤى، في حوار مع «القدس العربي»، بدءاً من رؤيته تجاه واقع الشعر اليوم، وتجربة قراءته وتدريسه، وغيرها من المحطات، بما فيها إقرار يومه العالمي، وذكريات الاحتفال به يمنياً في حديقة عامة، ومن ثم في سوق، حيث «كانت مساحة السوق غاصة بالناس، وكان ضجيج الأصوات وتداخلها يُثبت استحالة سماع أصوات الشعراء إلاَّ أننا ما كدنا نبدأ حتى غمر الساحة حال من الصمت غير المسبوق، وبدأ الحضور يتجمعون حول المنصة مُنصِتين، وكأن على رؤوسهم الطير، وأتضح ألا مشكلة بين الشاعر والجمهور».   

«ايماني بالفن أقوى من احباطات الواقع المحلي»: اليمني ناصر النُصاري: خط الثُلث يُرضي غروري

حوار أحمد الأغبري:
   يعتقد أن الفنون البصرية، عموماً، لا يمكن لها أن تحقق أهدافها في ثقافة المجتمع، مثلما هي في وعي الفنان، بدون استيعاب جماليات الخط العربي، معتبراً أن (الفن الإسلامي) بتراكماته الحضارية قد صار منهلاً من مناهل الفنون في العالم، وانطلاقاً من هذا الايمان صار مُدرجاً ضمن مناهج أعرق الجامعات والكليات الفنية.



صنعاء: أنفاق سرّية يحفرها لصوص الكنوز و«أحلام المُدن المدفونة» تهدد بانهيار المدينة القديمة

   أحمد الأغبري
  كشفت مصادر لـ «القدس العربي» أن عدد حفريات الأنفاق المُكتشفة مؤخراً تحت مباني صنعاء القديمة وصل إلى 15 حفرية، مُحذرةً من انهيارات وشيكة لكثير من مباني هذه المدينة التاريخية.

الموسيقى تقدم دعما نفسيا لطلاب مدارس صنعاء في مواجهة الحرب

                               أحمد الأغبري 
 «لسنا في حاجة للموسيقى، نريد مرتبات» هذا بعض ما قاله أحد المعلمين، معترضاً على ترتيبات «البيت اليمني للموسيقى»، مع إدارة إحدى مدارس صنعاء لإحياء حفلة موسيقية، دعماً نفسياً للطلاب في مواجهة ظروف الحرب.

وجدي الأهدل: في القصة القصيرة لا مجال لذر الرماد في العيون

أحمد الأغبري 
 بعد 16 سنة منذ صدور مجموعته القصصية الرابعة «حرب لم يعلم بها أحد»، صدر حديثاً للروائي اليمني وجدي الأهدل (1973) كتاب قصصي بعنوان» ناس شاعر المطاعم»، عن مؤسسة أروقة للنشر في القاهرة مُتضمناً في (120) صفحة من القطع المتوسط (12) قصة جاءت جميع شخصياتها من شارع المطاعم في صنعاء.
يُعدّ هذا الكِتاب أول إصدار أدبي يتحدث عن شارع المطاعم؛ وهو الشارع الذي بات منذ سنوات مقصداً يومياً لكثير من الناس من شرائح مختلفة، وفي مقدمتهم الكُتّاب. وكانت «القدس العربي» أول صحيفة كشفت ما آل إليه هذا الشارع من حالة ثقافية خاصة، من خلال تحقيق نشرته في كانون الأول/ ديسمبر 2016.

الحرب تحوّل دُور توزيع الصحف في اليمن إلى مراكز لتوزيع المياه

  أحمد الأغبري 
 لم يَتوقع علي غيلان الذي كانت داره تحتكر، قبل الحرب في اليمن، توزيع نحو ثمانين إصداراً صحافياً عربياً وأجنبياً، أن يتوقف نشاطه تماماً، مما يضطره لتسريح عُماله والتحول إلى توزيع المواد الغذائية والمياه المعدنية.

8 مارس 2017

رحيل المسرحي اليمني يحيى السنحاني بعد رحلة طويلة مع المرض والجحود

                                           
أحمد الأغبري
توفي أمس الأحد المسرحي اليمني يحيى السنحاني (1950- 2017) بعد رحلة صراع مريرة مع المرض، تنكرت له خلالها كل أشكال السلطة في اليمن، التي لم تعره أي اهتمام، ليبقى طريح الفراش في شقته المتواضعة في حي شيراتون في صنعاء؛ يُعاني أوجاعا متعددة جراء مرض ضمور الدماغ، ليؤدي عدم خضوعه للعلاج إلى تدهور صحته وفقدانه تدريجياً بعض قدراته وحواسه، بما فيها النطق والبصر والتذكر، وكأن بهجته التي استوطنت روحه منذ طفولته هي التي مكنته من الصمود كل هذه السنوات أمام هذا المرض الفتاك، وكل هذا الجحود والتجاهل لأدواره وإسهاماته في تأسيس خشبة المسرح الحديث في صنعاء وتطوير الدراما التلفزيونية والإذاعية اليمنية لأكثر من أربعة عقود، حتى توفاه الموت الأحد 5 آذار/ مارس الجاري لتتواتر بيانات النعي في مفارقة شديدة الغرابة.