أحمد الأغبري
لم يَتوقع علي غيلان الذي كانت داره تحتكر، قبل الحرب في اليمن، توزيع نحو ثمانين إصداراً صحافياً عربياً وأجنبياً، أن يتوقف نشاطه تماماً، مما يضطره لتسريح عُماله والتحول إلى توزيع المواد الغذائية والمياه المعدنية.
يقول مدير الدار العربية للتوزيع في صنعاء، مُتحدثاً لـ»القدس العربي»: لقد عجزنا عن تحصيل مديونية معظم الموزعين والأكشاك في المحافظات بسبب الحرب ما ألحق بنا خسائر. ونتيجة لتوقف وصول الإصدارات العربية والأجنبية، فقد توقف نشاطنا تماماً، كما أن تعويلنا على انفراج قريب في البلد جعلنا ننفقُ كل ما كنا ادخرناه، لنجد أنفسنا في وضع لا نًحسد عليه؛ لذلك لم يكن أمامنا سوى الانتقال، مُضطرين، إلى مجال آخر، وهو توزيع المواد الغذائية والمياه ونقل طلاب المدارس، كعمل مؤقت حتى ينفرج الوضع ونستأنف التوزيع الصحافي، خصوصاً وأن تأميناتنا ما زالت لدى الدور الصحافية في لندن والقاهرة والرياض ودبي وغيرها».
وتسببت الحرب أيضاً في إيقاف معظم الإصدارات الصحافية المحلية، فبعد أكثر من مئة إصدار صحافي منتظم وغير منتظم كانت تصدر في اليمن قبل الحرب؛ انحسر الإصدار الصحافي بسبب الحرب في نحو ثمانية إصدارات في صنعاء، منها إصداران يوميان ونحو سبعة إصدارات في عدن، منها أربعة إصدارات يومية؛ إلا أنها جميعاً صحف سياسية، وتُمثل صوتا واحدا هو صوت أحد طرفي الحرب، سواء التي تصدر في صنعاء أو التي تصدرُ في عدن؛ وفي كلٍ منها لم يعد يصدر من الصحف الحكومية اليومية سوى صحيفة يومية في صنعاء وأخرى في عدن، فيما البقية، وهي غير حكومية، فإنها ممولة بطرق غير رسمية، إما مِن السُلطة أو من مصادر أخرى شريكة في الحرب.
وفي محاولة لاستغلال قلِة المعروض الصحافي وواحدية صوته لدى الأكشاك في صنعاء، فقد عَملت دُور التوزيع على إخراج مُرتجع الأعداد القديمة من المجلات والدوريات العربية والأجنبية، وإعادة توزيعها للأكشاك بأسعار رخيصة… ولهذا قد تستغرب في الوهلة الأولى وأنتَ تقف أمام معروض أي كشك في ميدان التحرير في صنعاء، مِن أن معظم المعروض يتمثل في مجلات عربية وأجنبية، وتبدو أيضاُ كأنها جديدة، لأنها لا تزال في أكياسها البلاستيكية؛ فتتساءل: كيف دخلتْ هذه العناوين إلى اليمن في ظل ما فرضته الحرب من قيود؟ لكن عندما تُمعِن النظر فيها ستجد أن تاريخ صدورها توقفَ عند عام 2014… ووفق أحد الموزعين فإن «إعادة توزيعها لم يكن إلا محاولة لاستغلال مخزون المُرتجع الذي نفد معظمه المُهم الآن، وبما يُنشّط، في الوقت ذاته، حركة البيع لدى الأكشاك».
وعلى الرغم من أنها أعداد قديمة، ولم يكن هناك من يهتم بشرائها قبلاً، يقول فيصل الذي يعمل في أحد هذه الاكشاك، إلا أن ثمة مَنْ يشتريها الآن، على الرغم من القدرة الشرائية الضعيفة للناس، وذلك «ربما لأنها المُتاحة أو لكونها بمضمونها المختلف وبأسعارها الزهيدة تُمثلُ مُتنفساً للقراء في ظل ضوضاء صوت الحرب الذي تُكرّسه الصحف المحلية».
نخلصُ إلى أن بيع مخزون مُرتجع الأعداد القديمة من المجلات والدوريات العربية والأجنبية هو ما تبقى من نشاط دُور توزيع الصحف في صنعاء بسبب الحرب، وعددها ثلاث دُور، بعد أن سرّحت عُمالها ونقلت سياراتها للعمل في مجالات توزيع أخرى. ويعدّ هذا القطاع من مجالات الأعمال المهمة والواعدة التي توقف نشاطها في اليمن جراء الحرب المُستعِرة في البلاد منذ آذار/ مارس 2015.
لم يَتوقع علي غيلان الذي كانت داره تحتكر، قبل الحرب في اليمن، توزيع نحو ثمانين إصداراً صحافياً عربياً وأجنبياً، أن يتوقف نشاطه تماماً، مما يضطره لتسريح عُماله والتحول إلى توزيع المواد الغذائية والمياه المعدنية.
يقول مدير الدار العربية للتوزيع في صنعاء، مُتحدثاً لـ»القدس العربي»: لقد عجزنا عن تحصيل مديونية معظم الموزعين والأكشاك في المحافظات بسبب الحرب ما ألحق بنا خسائر. ونتيجة لتوقف وصول الإصدارات العربية والأجنبية، فقد توقف نشاطنا تماماً، كما أن تعويلنا على انفراج قريب في البلد جعلنا ننفقُ كل ما كنا ادخرناه، لنجد أنفسنا في وضع لا نًحسد عليه؛ لذلك لم يكن أمامنا سوى الانتقال، مُضطرين، إلى مجال آخر، وهو توزيع المواد الغذائية والمياه ونقل طلاب المدارس، كعمل مؤقت حتى ينفرج الوضع ونستأنف التوزيع الصحافي، خصوصاً وأن تأميناتنا ما زالت لدى الدور الصحافية في لندن والقاهرة والرياض ودبي وغيرها».
وتسببت الحرب أيضاً في إيقاف معظم الإصدارات الصحافية المحلية، فبعد أكثر من مئة إصدار صحافي منتظم وغير منتظم كانت تصدر في اليمن قبل الحرب؛ انحسر الإصدار الصحافي بسبب الحرب في نحو ثمانية إصدارات في صنعاء، منها إصداران يوميان ونحو سبعة إصدارات في عدن، منها أربعة إصدارات يومية؛ إلا أنها جميعاً صحف سياسية، وتُمثل صوتا واحدا هو صوت أحد طرفي الحرب، سواء التي تصدر في صنعاء أو التي تصدرُ في عدن؛ وفي كلٍ منها لم يعد يصدر من الصحف الحكومية اليومية سوى صحيفة يومية في صنعاء وأخرى في عدن، فيما البقية، وهي غير حكومية، فإنها ممولة بطرق غير رسمية، إما مِن السُلطة أو من مصادر أخرى شريكة في الحرب.
وفي محاولة لاستغلال قلِة المعروض الصحافي وواحدية صوته لدى الأكشاك في صنعاء، فقد عَملت دُور التوزيع على إخراج مُرتجع الأعداد القديمة من المجلات والدوريات العربية والأجنبية، وإعادة توزيعها للأكشاك بأسعار رخيصة… ولهذا قد تستغرب في الوهلة الأولى وأنتَ تقف أمام معروض أي كشك في ميدان التحرير في صنعاء، مِن أن معظم المعروض يتمثل في مجلات عربية وأجنبية، وتبدو أيضاُ كأنها جديدة، لأنها لا تزال في أكياسها البلاستيكية؛ فتتساءل: كيف دخلتْ هذه العناوين إلى اليمن في ظل ما فرضته الحرب من قيود؟ لكن عندما تُمعِن النظر فيها ستجد أن تاريخ صدورها توقفَ عند عام 2014… ووفق أحد الموزعين فإن «إعادة توزيعها لم يكن إلا محاولة لاستغلال مخزون المُرتجع الذي نفد معظمه المُهم الآن، وبما يُنشّط، في الوقت ذاته، حركة البيع لدى الأكشاك».
وعلى الرغم من أنها أعداد قديمة، ولم يكن هناك من يهتم بشرائها قبلاً، يقول فيصل الذي يعمل في أحد هذه الاكشاك، إلا أن ثمة مَنْ يشتريها الآن، على الرغم من القدرة الشرائية الضعيفة للناس، وذلك «ربما لأنها المُتاحة أو لكونها بمضمونها المختلف وبأسعارها الزهيدة تُمثلُ مُتنفساً للقراء في ظل ضوضاء صوت الحرب الذي تُكرّسه الصحف المحلية».
نخلصُ إلى أن بيع مخزون مُرتجع الأعداد القديمة من المجلات والدوريات العربية والأجنبية هو ما تبقى من نشاط دُور توزيع الصحف في صنعاء بسبب الحرب، وعددها ثلاث دُور، بعد أن سرّحت عُمالها ونقلت سياراتها للعمل في مجالات توزيع أخرى. ويعدّ هذا القطاع من مجالات الأعمال المهمة والواعدة التي توقف نشاطها في اليمن جراء الحرب المُستعِرة في البلاد منذ آذار/ مارس 2015.
القدس العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق